المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

42

المرحلة الثالثة: مرحلة التوسّع والإعداد لتسلّم الحكم:

في زمان الإمام الكاظم (عليه السلام) بدأت المرحلة الثالثة. والمرحلة الثالثة هنا لا يحدّدها بشكل بارز النشاطُ الإيجابيُّ من قِبَل الأئمّة أنفسهم، بل يحدّدها ـ بشكل بارز ـ موقفُ الحكم المنحرف من الأئمّة أنفسهم؛ وذلك لأنّ الجماعة التي نشأت في ظلّ المرحلة الثانية ـ التي وُضِعَت بذرتُها في ظلّ المرحلة الاُولى، ونشأت ونمت في ظلّ المرحلة الثانية ـ غزت العالم الإسلامي، وبلغت إلى درجة من الاتّساع والنموّ والنفوذ الفكري بحيث إنّها أخذت تشكّل خطراً حقيقيّاً على الزعامات المنحرفة التي كانت تحكم المجتمع الإسلامي وقتئذ.

وبدا للخلفاء يومئذ أنّ قيادة أهل البيت (عليهم السلام) أصبحت على مستوى تسلّم زمام الحكم، والعود بالمجتمع الإسلامي إلى حظيرة الإسلام الحقيقي؛ ولهذا اختلفت بشكل رئيسيٍّ ردودُ الفعل للخلفاء تجاه الأئمّة من أيّام الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) (1).



(1) وفي ما يلي نختصر البحث بذكر أهمّ ما بيّنه الإمام الشهيد السيّد محمّدباقر الصدر (قدس سره) بشأن ثورة الإمام الحسين ودوره في تحصين الرسالة الإسلاميّة ـ مع شيء من التصرّف ـ كما بيّنّا ذلك في المقدّمة، وللوقوف على كامل أبحاث السيّد الشهيد في أدوار الأئمّة (عليهم السلام) يراجع كتاب أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ودورهم في تحصين الرسالة الإسلاميّة. (مكتب سماحة السيّد كاظم الحسينيّ الحائريّ دام ظلّه).