وكان لمرارة هذا الانحراف ولصدمة هذا الانحراف آثارُها وفجائعُها ومضاعفاتُها التي كان من الممكن أن تمتدَّ فتقضي على الإسلام ومصادره، وعلى الاُمّة الإسلاميّة، فتصبح قصّةً في التاريخ لا وجود لها في خطّ الزمن المستمرّ.
الأئمّة في هذه المرحلة الاُولى ـ مرحلة مجابهة هذا الانحراف ـ عاشوا صدمة الانحراف، وقاموا (عليهم السلام) بالتحصينات اللازمة ـ بقدر الإمكان طبعاً، لا بالقدر الذي لم يكن داخلاً في الإمكان ـ لكلّ العناصر الأساسيّة للرسالة ضدّ صدمة الانحراف، فحافظوا على الرسالة الإسلاميّة، وحافظوا على التصوّرات الإسلاميّة، وحافظوا على الاُمّة الإسلاميّة نفسها.
هذه هي المرحلة الاُولى، وهي تبدأ بعد وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مباشرة، وتستمرّ إلى الإمام الرابع من قادة أهل البيت، وهو الإمام زين العابدين (عليه السلام).
المرحلة الثانية: مرحلة بناء الكتلة الصالحة:
ثمّ تبدأ المرحلة الثانية. والإمام الباقر (عليه السلام) يشكّل شبه البداية لها. وإنّما نقول: شبه البداية؛ لأنّ تطوّر هذا العمل ليس حدّيّاً، بحيث يمكن أن نقف على لحظة فنقول: هذه اللحظة هي نهاية مرحلة وبداية مرحلة، وإنّما هذا التطوّر يتّفق مع طبيعة الأحداث المتطوّرة في خطّ تاريخ الإسلام.
والمرحلة الثانية التي شرع فيها قادة أهل البيت (عليهم السلام) ـ بعد أن وضعوا