كان من أهمّ المعالم في الثورات التي حدثت بعد شهادته.
فكان لابدّ من هذا الكتاب الذي يجمع بين دفّتيه صورة من تلك المواقف الباسلة والتضحيات الخالدة. كيف لا وقد أصلح مسار اُمّة جدّه محمّد (صلى الله عليه وآله) وهو القائل: «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي (صلى الله عليه وآله)، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر...»(1). كيف لا ونحن اليوم وبحكم الظروف الراهنة بحاجة ماسّة إلى تهيئة العناصر التي تشدّ الاُمّة بأهداف الحسين (عليه السلام) ومبادئ نهضته، وإلى يقظة حسينيّة تقوم على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإعادة الإصلاح إلى ما فسد من الاُمور في بلدنا الإسلاميّ وعراقنا الحبيب، بل نرى ضرورة أن يستمرّ هذا النهج على مسارين:
الأوّل: أن يتبنّى علماء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) قيادة ساحات العمل في وسط الاُمّة وتوجيه حركة النهضة الحسينيّة ميدانيّاً وبكلّ إمكاناتهم المتاحة، وتنمية المشاعر الفوّارة تجاه مأساة الحسين بما يخدم المصالح الإسلاميّة ومستقبل وضع الاُمّة.
والثاني: أن يقتدي مثقّفو الاُمّة ومفكّروها وإعلاميّوها بالمرجعيّة
(1) بحار الأنوار للعلاّمة المجلسيّ 44:329 بحسب طبعة دار إحياء التراث العربيّ ببيروت، الطبعة الثالثة.