المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

21

من عمل يدي، وكان قد تعلّم سفّ الخوص من المدينة(1).

وأخرج ابن سعد عن ثابت، قال: كان سلمان (رضي الله عنه) أميراً على المدائن، فجاء رجل من أهل الشام من بني تيم الله معه حِمْل تين، وعلى سلمان وأندَرْوَرد(2) وعباءة، فقال لسلمان: تعالَ احْمِل ـ وهو لا يعرف سلمان ـ فحمل سلمان، فرآه الناس فعرفوه، فقالوا: هذا الأمير! قال: لَمْ أعرفك، فقال له سلمان: لا، حتّى أبلغ منزلك. وأخرجه أيضاً من وجه آخر بنحوه وزاد: فقال سلمان: قد نويت فيه نيّة، فلا أضعه حتّى أبلغ بيتك(3).

الانتكاسة:

وعلى مسرح هذه الرحلة النبويّة من تاريخ البشريّة نجد أنّ اُمماً ظهرت وسادت ثمّ أفلت وزالت: إمّا لقصور في المقوّمات المبدئيّة لوجودها واستمرارها، حيث لم تكن واجدة أساساً لما يؤهّلها للبقاء والاستمرار، أو لابتعادها وانحرافها عن المبادئ الإلهيّة التي تعدّ سنناً



(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18:35 بحسب طبعة مكتبة آية الله المرعشيّ النجفيّ بقم المقدّسة.

(2) هي نوع من السراويل مُشَمَّر فوقَ التُبّان يغطي الركبة، أعْجَمِيَّة. والتُبّان هو السروال الصغير لا ساقين له.

(3) الطبقات الكبرى لمحمّد بن سعد بن منيع البصريّ الزهريّ 4:88 بحسب طبعة دار صادر ببيروت.