المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

20

تسمع إلّا وهي على مثل رأيي، إنّ الله بعثك إلى الرجال والنساء كافّة، فآمنّا بك وبإلهك، فإذا معشر النساء محصورات قواعد بيوتكم، ومفضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنّكم معاشر الرجال فضّلتم علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحجّ بعد الحجّ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإنّ الرجل منكم إذا خرج حاجّاً ومعتمراً أو مرابطاً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربّينا لكم أولادكم، أفما نشارككم في هذا الخير يا رسول الله؟ فالتفت النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى أصحابه بوجهه كلّه، ثمّ قال: هل سمعتم مقالة امرأة قطّ أحسن من مساءلتها عن أمر دينها من هذه؟ قالوا: يا رسول الله ما ظننّا أنّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبيّ (صلى الله عليه وآله) إليها، ثمّ قال: انصرفي أ يّتها المرأة، واعلِمي من وراءك من النساء أنّ حسن تبعّل إحداكنّ لزوجها، وطلبها مرضاته، واتّباعها موافقته يعدل ذلك كلّه. قال: فأدبرت المرأة وهي تهلّل وتكبّر استبشاراً(1).

ومنها: سلمان الفارسيّ (رضي الله عنه) حيث كان سلمان يسفّ(2) الخوص وهو أمير على المدائن، ويبيعه ويأكل منه ويقول: لا اُحبّ أن آكل إلّا



(1) شعب الإيمان لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ 6:240 بحسب طبعة دار الكتب العلميّة ببيروت.

(2) يسفّ الخوص، أي: ينسجه.