ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك»(1).
نماذج سامية:
إنّ السيرة السامية والمبادئ الإنسانيّة التي عرضها النبيّ الخاتم (صلى الله عليه وآله) في سنّته الشريفة وكتاب وحيه الكريم أثمرت عن بناء جيل من المؤمنين الموحّدين عُجنت طينتهم بتلك المبادئ، فاستناروا بها طريق حياتهم، وواصلوا على أساس منها سلوكهم وسيرتهم، فحفظ لنا التاريخ شيئاً من مواقفهم وبطولاتهم وصمودهم وتضحياتهم وتفانيهم، فكانوا نماذج مشرقة في تجسيم السيرة النبويّة والقيم الوحيانيّة، كان منها غسيل الملائكة.
فقد روى القمّيّ في تفسيره: وكان حنظلة بن أبي عامر رجلاً من الخزرج تزوّج في تلك الليلة ـ التي كان في صبيحتها معركة اُحد ـ جميلة بنت عبدالله بن أبي سلول ودخل بها في تلك الليلة بعد أن استأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يُقيم عندها، فأذن له، وبعد أن زُفّت إليه وأفضى حنظلة (رضي الله عنه) إلى عروسه في أوّل ليلة، سمع منادي
(1) الكافي للشيخ محمّد بن يعقوب الكلينيّ 2:107 بحسب طبعة دار الكتب الإسلاميّة بطهران، الطبعة الرابعة.