مِنْ أَهْلِهَا، فكَانُوا فِيهَا كَمَنْ لَيْسَ مِنْهَا، عَمِلُوا فِيهَا بما يُبْصِرُونَ، وَبَادَرُوا فِيهَا مَا يَحْذَرُون»(1).
وأمر بالحلم وضبط النفس عن هيجان الغضب، وكظم الغيظ وحبسه، فكظم الغيظ يرادف الحلم، وبالعفو وترك عقوبة الذنب، وبالصفح وترك التثريب واللّوم عليه، وقد ورد في الكتاب والسنّة في فضل هذه الخليقة وحسنها والحثّ على تحصيلها، فقد قال تعالى: (الذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الُْمحْسِنِين)(2). وقد أمر بذلك في قوله عزّ وجلّ: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)(3)، و(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُون)(4). وقد ورد في النصوص عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته: «ألا اُخبركم بخير خلائق(5) الدنيا والآخرة؟ العفو عمّن
(1) الوافي للفيض الكاشانيّ 4:26 بحسب طبعة مكتبة أميرالمؤمنين بإصفهان.
(2) آل عمران: 134.
(3) النور: 22.
(4) الشورى: 35.
(5) الخلائق جمع الخليقة، وهي الطبيعة والمراد هنا: الملكات النفسانيّة الراسخة.