المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

167

سواد الناس، والفاقد للدليل والبرهان، فمفاده: أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) إنّما خرج وأعلن ثورته على يزيد بن معاوية لا لشيء إلّا ليُقتَل ويستشهدعلى أيدي الظالمين من أجل أن يصبح موضوعاً للتأسّي والألم والبكاء من قبل شيعته ومحبّيه، ولكي يكون ذلك سبباً لغفران ذنوبهم وتخليصهم من عقاب الآخرة وإدخالهم الجنّة.

ومن الواضح أنّ هذا التفسير يلغي هدفيّة الإمام الحسين (عليه السلام) بالشكل الذي يمكن للعاملين الهادفين الاقتداء به، ويجعل ذلك عملاً قائماً على أساس تعبّد بحت خاصٍّ به (عليه السلام)؛ لأنّنا لو كنّا وظاهر ما بأيدينا من نُظُم الشريعة، لقلنا بترتّب الإشكال الشرعي على التضحية التي قام بها الإمام (عليه السلام)؛ إذ إنّ السبب المذكور آنفاً يفتقد الملاك الشرعي الذي بموجبه يجوز إراقة الدم وتعريض النفس للهلاك.

ويرد على هذا الوجه: أنّ الأهداف التي أعلنها الإمام (عليه السلام) في خطبه وبياناته صادعة بأنّ للإمام (عليه السلام) هدفاً رئيسيّاً هو طلب الإصلاح في اُمّة جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنّ الروايات التي وردت تبشّر بالثواب الجزيل لمن يبكي على مصاب الإمام (عليه السلام)، لا يمكن أن يُقبل في تفسيرها أكثر من التأكيد على حصول الثواب، ولا يمكن قبول فرضيّة