المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

159

الدرس الذي نستفيده من التخطيط الحسيني

ومن هذا التخطيط يمكننا أن نستفيد درساً عامّاً، وحاصل هذا الدرس:

إنّ عمليّة التغيير في أخلاقيّة الاُمّة لا يجوز أن تقوم بأيّ مجابهة واضحة للأخلاقيّة الفاسدة الموجودة في الاُمّة؛ لأنّ المجابهة الواضحة الصريحة للأخلاقيّة الفاسدة الموجودة في الاُمّة يكون معناها الانعزال عن هذه الاُمّة والانكماش، وعدم القدرة على القيام بعمل مشروع في نظر هذه الاُمّة.

حينما نريد أن ننفذ إلى ضمير الاُمّة التي ماعت أخلاقيّاً، لابدّ لنا أيضاً ـ في نفس الوقت الذي نفكّر في إنشاء أخلاقيّتها من جديد ـ أن نفكّر في عدم مجابهة الأخلاقيّة القائمة بالشكل الذي يعزل هذا الشخص الذي يريد أن يغيّر أخلاقيّة الاُمّة؛ فلابدّ له أن يفكّر في انتهاج طريق في التغيير يستطيع به أن ينفذ إلى ضمير الاُمّة، وهو لا يمكنه أن ينفذ إلى ضمير الاُمّة إلّا إذا حافظ باستمرار على معقوليّة ومشروعيّة عمله في نظر الاُمّة، كما عمل الإمام الحسين (عليه السلام)، لم يبقَ لدى شخص من أبناء الاُمّة الإسلاميّة أيُّ شكّ في أنّ عمل الإمام الحسين (عليه السلام) كان عملاً مشروعاً صحيحاً، وأنّ عمل بني اُميّة كان عملاً ظالماً عاتياً جبّاراً.