المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

156

بعد كلّ هذه الدلائل من أهل الكوفة على نكث العهد، مع هذا بقي الإمام الحسين (عليه السلام) يواصل تأكيده على هذا الشعار.

إذاً، القصّة في الواقع لم تكن قصّة أن يقتنع الحسين (عليه السلام)، ولم يكن تحرّكه (عليه السلام) بينه وبين نفسه نتيجةً لردّ فعل لطلب قواعده الشعبيّة في الكوفة؛ لأنّه اطّلع في أثناء الطريق على أنّ هذه القواعد الشعبيّة في الكوفة قد خانته، قد قتلت رسوله، قد قتلت ثقته من أهل بيته، ومع هذا كان يواصل السفر إليها.

كان هذا الشعار شعاراً منسجماً مع الأخلاقيّة التي تعيشها الاُمّة الإسلاميّة، وكان لابدّ له أن يطرح هذا الشعار لكي يسبغ على العمليّة طابع المشروعيّة في نظر اُولئك الذين يحبّون السلامة، اُولئك الذين يرون في التضحية لوناً من ألوان التهوّر واللامعقوليّة وقلّة الأناة.

الاُسلوب الثاني: حشد كلّ المثيرات العاطفيّة في المعركة:

وكان من الأساليب التي اتّخذها أيضاً (عليه أفضل الصلاة والسلام) لكسب هذه الأخلاقيّة ومجاملتها: أنّه حشد في المعركة كلَّ القوى والإمكانيّات.

لم يكتفِ (عليه أفضل الصلاة والسلام) بأن يعرّض نفسه للقتل؛ عسى أن تقول أخلاقيّة الهزيمة: إنّ شخصاً حاول أن يطلب سلطاناً