المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

146

فهناك تقولُ أخلاقيّة الهزيمة: إنّ هذا متسرّع، وإنّ هذا لا يفكّر في العواقب، وإنّه ألقى بنفسه في المخاطر.

أمّا حينما يكون العمل إجابةً لدعوة من جماهيرَ قد هيّأت كلَّ الأجواء اللازمة لهذه الدعوة، فهذه الأخلاقيّة المهزومة لا تقول عن هذا العمل وهذا التحرّك: إنّه عمل طائش، إنّه عمل صبياني، إنّه عمل غير مدروس.

هذه الشعارات التي طرحها الإمام الحسين (عليه السلام) كانت كلّها واقعيّة، وفي نفس الوقت كانت منسجمةً مع أخلاقيّة الاُمّة المهزومة روحيّاً وفكريّاً ونفسيّاً.

الشعار الرابع: ضرورة الثورة ضدّ السلطان الجائر:

وكان يطرح أيضاً إلى جانب كلّ هذه الشعارات الشعارَ الواقعيَّ حينما كان يؤكّد على أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «من رأى سلطاناً جائراً يحكم بغير ما أنزل الله، فلم يغيّر من ذلك السلطان بفعل أو قول كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله»(1).



(1) تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:403 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت، والفتوح 5:81 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.