المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

144

فتراه (عليه السلام) يجيب بهذا الجواب، يجيب بقرار غيبي من أعلى، وهذا القرار الغيبي الصادر من أعلى لا يمكن لأخلاقيّة الهزيمة أن تنكره مادام صاحب هذه الأخلاقيّة مؤمناً بالحسين، ومؤمناً برؤيا الحسين (عليه السلام).

طبعاً، هو لم يحدّث بهذه الرؤيا عبدالله بن الزبير الذي لم يكن مؤمناً برؤيا الحسين (عليه السلام)، بل حدّث بذلك محمّد بن الحنفيّة وأمثالمحمّد بن الحنفيّة(1).

فهذا شعار آخر كان يطرحه: شعار «حتميّة الموت من أعلى»، أنّ هناك قراراً من أعلى يفرض عليه أن يموت، أن يضحّي، أن يقدم على هذه السفرة التي قد تؤدّي إلى القتل، وهذا الشعار أيضاً كان ينسجم مع أخلاقيّة الهزيمة، وهو في نفس الوقت شعارٌ واقعي.

الشعار الثالث: ضرورة إجابة دعوات أهل الكوفة:

وكان في مرّة ثالثة يطرح شعاراً ثالثاً: كان يقول للأشخاص الذين يمرّ بهم في طريقه من مكّة إلى العراق، في منازله المتعدّدة حينما كانوا ينصحونه بعدم التوجّه إلى العراق، كان يقول لهم: «إنّي قد تلقّيت من



(1) حيث «قصّ رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطّلب»، راجع: الفتوح 5:19 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.