الصادقين، ليمحي بها الأحقاد الجاهليّة ويزيل بها العداوة والبغضاء، فتتوحّد بها قلوبهم، وتتآلف نفوسهم. قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)(1)، بل اعتبر القرآن الكريم نحواً من الولاية لبعضهم على بعض، فقال: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض)(2).
ورتّب الشارع المقدّس على هذه الاُخوّة الإيمانيّة حقوقاً وواجبات، فقد روى الشيخ الكلينيّ (رحمه الله) عن معلّى بن خنيس، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) قال: «قلت له: ما حقّ المسلم على المسلم؟ قال: له سبع حقوق واجبات، ما منهنّ حقّ إلّا وهو عليه واجب، إن ضيّع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته ولم يكن لله فيه من نصيب، قلت له: جعلت فداك! وما هي؟ قال: يا معلّى إنّي عليك شفيق أخاف أن تضيّع ولا تحفظ، وتعلم ولا تعمل. قال: قلت له: لا قوّة إلّا بالله، قال: أيسر حقّ منها أن تحبّ له ما تحبّ لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك. والحقّ الثاني أن تجتنب سخطه وتتّبع مرضاته وتطيع أمره. والحقّ الثالث أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك. والحقّ الرابع أن تكون عينه ودليله ومرآته. والحقّ الخامس [أن] لا تشبع
(1) آل عمران: 103.
(2) التوبة: 71.