وابتدأ بالحديث والتحريك لقواعده الشعبيّة في البصرة، وأعلن في رسالته لهم أنّه قد قرّر الخروج على سلطان بني اُميّة، قال لهم بأنّ هذا الحقّ هو حقُّ هذا الخطّ الذي يمثّله هو ويمثّله أخوه وأبوه (عليهم السلام)، إلّا أنّه سكت وسكت أبوه وأخوه حينما كان الكتاب والسنّة تراعى حرمتهما.
أمّا حينما انتهكت حرمة الكتاب وحرمة السنّة، حينما اُميتت السنّة، حينما اُحييت البدع، حينما انتشر الظلم، لابدّ لي أن أتحرّك، ولابدّ لي أن اُغيّر، ولابدّ لكم أن تحقّقوا في هذا الموقف درجة تفاعلكم مع رسالتكم. قال ذلك بوضوح، وطلب منهم بشكل ابتدائيٍّ الالتفافَ حول حركته.
وهذا يعني أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن في موقفه يعبّر عن مجرّد استجابة لردود فعل عاطفيّة أو منطقيّة في الاُمّة، بل كان هو قد بدأ منذ اللحظة الاُولى في تحريك الاُمّة نحو خطّته وخطّ عمله.
ب ـ موقفه من والي المدينة(1) أيضاً واضحٌ في ذلك، حينما استُدعي من قبل والي المدينة وعرض عليه الوالي في نصف الليل أن يبايع يزيد بن معاوية.
وحينما تكشّف لوالي المدينة أنّ امتناع الحسين (عليه السلام) عن البيعة هو
(1) هو الوليد بن عتبة.