المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

137

هزُّ ضمير الاُمّة دون استفزاز أخلاقيّة الهزيمة

وفي عمليّة التحويل هذه كان الإمام الحسين (عليه السلام) يواجه أدقّ مراحل عمله؛ وذلك لأنّه في نفس الوقت الذي يريد أن يبثّ في جسم الاُمّة وفي ضميرها ووجدانها أخلاقيّةً جديدة، كان يحرص في نفس الوقت على أن لا يخرج خروجاً واضحاً عن الأخلاقيّة التقليديّة التي عاشتها الاُمّة نتيجةً لهزيمتها الروحيّة، كان يحرص على أن لا يخرج بشكل واضح ومثير عن تلك الأخلاقيّة المحنّطة التي عاشتها الاُمّة؛ وذلك لأنّه كان يريد أن يخلق وينشئ الأخلاقيّة الجديدة عن طريق هزّ ضمير الاُمّة الإسلاميّة، ولم يكن بإمكانه أن يهزّ ضمير الاُمّة الإسلاميّة إلّا إذا قام بعمل مشروع في نظر هذه الاُمّة الإسلاميّة التي ماتت إرادتها وتغيّرت أخلاقيّتها، والتي أصبحت تعيش هذه المفاهيم التي انعكست في كلمات هؤلاء الذين تحدّثنا عنهم.

كان لابدّ أن يراعي الإمام الحسين (عليه السلام) في سيره وتخطيطه هذه الأخلاقيّة وأن لا يستفزّها؛ لكي يبقى محتفظاً لعمله بطابع المشروعيّة في نظر المسلمين، الذين ماتت أخلاقيّتهم الحقيقيّة وتبدّلت مفاهيمهم عن العمل والسلب والإيجاب.