المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

125

قاتل الحسين(عليه السلام) هو قاتل أهدافه، والبكاء عليه غير كاف:

أسأل الله أن لا يجعلنا نقتل الإمام الحسين (عليه السلام) ونحن نبكي، أن لا يجعلنا نقتل أهداف الحسين (عليه السلام) ونحن نبكي.

الإمام الحسين (عليه السلام) ليس إنساناً محدوداً عاش من سنة كذا ومات في سنة كذا.. الإمام الحسين (عليه السلام) هو الإسلام ككلّ، الإمام الحسين (عليه السلام) هو كلُّ هذه الأهداف التي ضحّى من أجلها هذا الإمام العظيم، هذه الأهداف هي الإمام الحسين (عليه السلام)؛ لأنّها هي روحه، وهي فكره، وهي قلبه، وهي عواطفه، كلّ مضمون الإمام الحسين (عليه السلام) هو هذه الأهداف، هو هذه القيم المتمثّلة في الإسلام.

فكما أنّ أهل الكوفة كانوا يقتلون الحسين (عليه السلام) وهم يبكون، فهناك خطرٌ كبيرٌ في أن نُمنى نحن بنفس المحنة، أن نقتل الحسين (عليه السلام) ونحن نبكي، يجب أن نشعر بأنّنا يجب أن لا نكون على الأقلّ قتلةً للحسين (عليه السلام) ونحن باكون.

البكاء لا يعني أنّنا غير قاتلين للحسين (عليه السلام)؛ لأنّ البكاء لو كان وحده يعني أنّ الإنسان غير قاتل للحسين (عليه السلام) إذاً لما كان عمر بن سعد قاتلاً للحسين (عليه السلام)؛ لأنّ عمر بن سعد بنفسه بكى(1).



(1) «قالت زينب بنت علي لعمر بن سعد: يا عمر! أيقتل أبو عبدالله وأنت تنظر؟! فبكى (عمر) وانصرف بوجهه عنها». أنساب الأشراف 3:206 بحسب الطبعة الاُولى لدار التعارف للمطبوعات ببيروت.