المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

117

في الواقع: إنّ هذه القوى لم تكن قوىً إلّا على الورق، لم تكن هذه القوى قوىً إلّا في سجلّ تسجيل الأسماء حينما سجّل الأسماء فبلغت ثمانية عشر ألفاً(1)، أو بلغت عشرين ألفاً(2)، أو بلغت ثلاثين ألفاً(3)، كانت قوىً على الورق؛ وذلك لأنّ هؤلاء الثمانية عشر ألفاً أو العشرين ألفاً كانوا جزءاً من هذه الاُمّة الميْتة، من هذه الاُمّة المنهارة.

هذا الانهيار العجيب المفاجئ في لحظة، هذا الانهيار العجيب المفاجئ في ساعة هو يعكس تلك الهزيمة السابقة.. هذه الهزيمة وراؤها هزيمة: هزيمة النفس، هزيمة الوجدان، هزيمة الضمير، تلك الهزيمة في النفس والوجدان والضمير هي أساس هذه الهزيمة(4):

أ ـ عبيد الله بن زياد يبعث على هانئ بن عروة، يقول له: «تعالَ زر الأمير، الاُمراء لا يطيقون الجفاء، لماذا أنت منقطع عن الأمير؟»، هذا



(1) الأخبار الطوال: 241، 243، 253 بحسب طبعة منشورات الشريف الرضي بقم.

(2) الوارد في كتاب مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين (عليه السلام) يبشّره فيه بمبايعة أهل الكوفة له بحسب نقل ابن الأعثم: «نيّف وعشرون ألفاً». الفتوح 5:45 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.

(3) المختصر في أخبار البشر 1:235 بحسب طبعة دار المعارف بمصر.

(4) أي: «الانهيار العجيب المفاجئ في ساعة».