المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

106

فماذا يكون ردّ الفعل لهذه الرسالة؟!

يكون ردّ الفعل إذا استثنينا شخصاً واحداً، وهو ]يزيد[ بن مسعود النهشلي الذي كتب مستجيباً، إذا استثنينا هذا الشخص الواحد يكون ردّ الفعل هو البرود المطلق، أو الخيانة.

أ ـ يبعث أحدهم برسول الحسين (عليه السلام) (1) إلى عبيد الله بن زياد، وكان وقتئذ والياً على البصرة ـ صدّقوا: أنّ هذا الشخص الذي قام بهذا العمل هو من شيعة عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وكان علويّاً(2)، ولكنّه علويٌّ فَقَدَ كلَّ مضمونه، فقد كلَّ معناه، فقد كلّ إرادته ـ جاء إلى هذا الرسول، أخذه مع الرسالة إلى عبيد الله بن زياد، لماذا؟ لا حبّاً في عبيد الله بن زياد، ولا إيماناً بخطّ عبيد الله بن زياد، ولكن حفاظاً على نفسه، وابتعاداً بنفسه عن أقلّ مواطن الخطر، عسى أن يصطلح في يوم ما عبيد الله بن زياد.

على أنّ ابن رسول الله كتب إليه يستصرخه، وهو لم يكشف هذه الورقة للسلطة الحاكمة وقتئذ لكي لا يتّخذ هذا نقطة ضعف عليه، لكي يبتعد عن



(1) رسول الحسين (عليه السلام) مولى اسمه سليمان، والذي بعث به إلى عبيد الله هو المنذر بن الجارود.

(2) حيث شهد الجمل مع عليّ (عليه السلام)، انظر: المعرفة والتاريخ 3:313 بحسب الطبعة الثانية لمؤسّسة الرسالة ببيروت.