المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الخامس

708

شيخان لابن شهر آشوب.

هذا تشريح نسب هؤلاء، وهذا التسلسل يتّضح من عدّة روايات، منها ماجاء في مهج الدعوات لابن طاووس، قال: قال عليّ بن عبد الصمد (وعليّ بن عبد الصمد الذي بدأ به ابن طاووس هو الذي يروي عنه ابن شهر آشوب، وابن طاووس هو في مرتبة أساتذة العلاّمة، وابن شهر آشوب هو في مرتبة أعلى من ذلك بقليل) أخبرني جدّي (وهو أحد الأولاد الصلبيين لعليّ بن عبد الصمد العالم الكبير جدّ الاُسرة) قال: حدّثنا والدي الفقيه أبوالحسن (يعني عليّ بن عبد الصمد المعروف جدّ الاُسرة الذي هو من طبقة السيّد المرتضى والشيخ الطوسي، فإنّه مكنّىً بأبي الحسن) قال: حدّثنا جماعة من أصحابنا منهم السيّد أبو البركات (وهو الذي وقع في طريق رواية الراوندي التي نتكلّم في سندها) عن الصدوق(1)(إذن ففي هذه الرواية كما في رواية الراوندي(2) يروي عن الصدوق بواسطة واحدة) فهذا التسلسل يتّضح من هذه الرواية ومن عدّة روايات اُخرى مماثلة لا مجال لا ستيعابها هنا.

هذا. وقد مضى عن الشيخ الحرّ (رحمه الله) دعوى الاتّحاد بين الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الصمد النيسابوري التميمي الذي يروي عنه ابن شهر آشوب وعليّ بن عبدالصمد التميمي السبزواري الذي نقل الشيخ الحرّ عن منتجب الدين أنّه فقيه ديّن ثقة قرأ على الشيخ أبي جعفر (يعني الصدوق).

والصحيح: أنّ من ذكره منتجب الدين هو جدّ الاُسرة، ومنتجب الدين اقتصر على ذكره ولم يذكر محمّداً وعليّاً ابني عبد الصمد اللذين هما من مشايخ ابن شهر آشوب، وعليّ بن عبد الصمد الذي هو من مشايخ ابن شهر آشوب هو الحفيد، إلاّ أنّه من باب الصدفة يكنّى كلاهما بأبي الحسن، ولعلّه اشتبه ـ أيضاً ـ في جعل محمّد بن عليّ بن عبد الصمد من مشايخ ابن شهر آشوب؛ اذ لم أجد له مدركاً غير كلام صاحب الوسائل في أمل الآمل، فإنْ صحّ هذا كان معناه أنّ محمّد بن عليّ بن عبد الصمد الذي هو عمّ عبد الصمد شيخ لابن شهر آشوب، في حين أنّ ا بني عبد الصمد ـ أيضاً ـ من مشايخه، فالابن مع عمّ الأب كلاهما من مشايخه، وهذا في غاية البعد.

وعلى أيّ حال، ففيما يتعلّق بسند الرواية تبيّن أن هذا الإشكال الرابع ـ أيضاً ـ غير وارد.


(1) هذا السند ورد في رياض العلماء: ج 4، ص 112 نقلا عن مهج الدعوات.

(2) يعني الرواية التي هي محلّ بحثنا.