المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الخامس

704

وأيضاً ممّا يؤيّد ردّ هذا الإشكال أنّ كتاب قصص الأنبياء الذي هو أحد الكتب الإضافية التي ألحقها صاحب الوسائل، والتي شكّك في نسبتها إلى الراوندي، وادّعيت نسبتها إلى غيره قد صرّح ابن طاووس في مهج الدعوات بأنّه لسعيد بن هبة الله الراوندي.

الإشكال الثاني: أنّ طريق صاحب الوسائل إلى هذا الكتاب للراوندي غير معلوم، فإنّ صاحب الوسائل ذكر في خاتمة الوسائل طريقه إلى قصص الأنبياء وكتاب الخرائج والجرائح للراوندي، ولكن لم يذكر طريقه إلى هذه الرسالة.

وهذا الإشكال ـ أيضاً ـ يمكن الجواب عنه بضمّ كلامين لصاحب الوسائل أحدهما إلى الآخر:

الأوّل: سنده إلى قصص الأنبياء والخرائج والجرائح للراوندي، حيث قال: نروي كتاب الخرائج والجرائح وكتاب قصص الأنبياء لسعيد بن هبة الله الراوندي بالإسناد السابق عن العلاّمة الحسن بن المطهّر، عن والده، عن الشيخ مهذّب الدين الحسين بن ردّة، عن القاضي أحمد بن عليّ بن عبد الجبار الطبرسي، عن سعيد بن هبة الله الراوندي(1). وهذا سند تام معتبر.

والثاني: ما ذكره بالنظر إلى جميع طرقه التي نقلها في آخر الوسائل من قوله: ونروي باقي الكتب بالطرق السابقة(2) فإنّ العرف يفهم بمناسبات التحويل والمحوّل عليه أنّ طريق باقي الكتب المنسوبة إلى المؤلّف الذي ذكر له طريقاً إلى مؤلفاته إنّما هو نفس ذاك الطريق المصرّح به هناك، وممّا يعزّز ذلك هو طريق العلاّمة إلى سعيد بن هبة الله الراوندي في إجازته المعروفة التي أحصت عداداً كبيراً من علماء الشيعة، ففي تلك الإجازة المعروفة لآل زهرة ذكر طرقه إلى كتب الشيعة وإلى كتب السنّة أيضاً، وقال بأنّه يروي جميع كتب سعيد بن هبة الله الراوندي بالطريق الفلاني وهو عين الطريق الذي ذكره صاحب الوسائل بواسطة العلاّمة إلى قصص الأنبياء والخرائج والجرائح، والمفروض أنّ صاحب الوسائل أخبر بأنّ هذا هو أحد كتب سعيد بن هبة الله الراوندي، فهذا يعزّز كون طريق صاحب الوسائل إلى هذا الكتاب نفس الطريق.

الإشكال الثالث: أنّ هذه الرواية بناءً على هذا الطريق قد وصلت إلى الشيخ الحرّ عن


(1) الوسائل: ج 20، ص 57، وبحسب طبعة آل البيت ج 30 ص 184.

(2) نفس المصدر: ص 61، أو ص 179 بحسب اختلاف الطبعتين المشار إليهما.