المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الخامس

507


إلاّ أنّ الموجود لدينا من كلام الشيخ العراقي (رحمه الله) يختلف عمّا هو منقول عنه هنا في المتن، مع فرق ـ ايضاً ـ بين ما في المقالات وما في نهاية الأفكار.

فما ورد في المقالات هو: أنّ الإشكال الأخير ذكر كتكملة لإشكال عدم احتمال الارتفاع في الساعة الثالثة، ولم يذكر كإشكال مستقلّ، فذكر: أنّ احتمال الارتفاع في الساعة الثالثة غير موجود ؛ لأنّ الطهارة مثلاً: إمّا قد ارتفعت في الساعة الثانية، أو لا زالت موجودة.

نعم لو لم يكن المقصود إثبات الطهارة بالاستصحاب للساعة الثالثة بالخصوص، بل إثباتها لساعة ما بعد الطهارة المتيقّنة ملحوظةً على إجمالها فاحتمال الارتفاع في تلك الساعة حينما تبقى على إجمالها موجود، ولكن استصحاباً كهذا لا يُثبت آثار طهارة هذه الساعة المشخّصة الحالية.

نعم، لو كان لدينا أثر لم نحتج في ترتيبه تطبيق الساعة الإجماليّة على ساعة تفصيليّة، فلا بأس بترتيب ذلك الأثر.

وهذا الكلام كما ترى لا ترد عليه الإشكالات التي شرحناها. نعم، يرد عليه الإشكال الذي مضى على أصل اشتراط احتمال حدوث الارتفاع في ساعة الاستصحاب.

وأمّا ما ورد في نهاية الأفكار فهو جَعْلُ الإشكال الأخير مكمِّلاً لإشكال عدم وجود زمان لليقين ننتهي إليه في صعودنا القهقرائي في عمود الزمان إلى الوراء، فذكر: أنّ الزمان الذي نريد أن نثبت فيه الطهارة مثلاً بالاستصحاب إن فرضناه زماناً تفصيلياً وهي الساعة الثالثة فمهما صعدنا منها إلى الوراء لا نصل إلى زمان اليقين بالطهارة، وإن فرضناه زماناً إجمالياً وهو زمان ما بعد الطهارة المتيقّنة، فهذا الزمان الإجمالي وإن كان فرضه هو فرض الاتّصال بزمان اليقين، لكن استصحاباً كهذا لا يُثبت آثار طهارة هذه الساعة المشخّصة الحالية.

نعم، لو كان لدينا أثر لم نحتج في ترتيبه تطبيق الساعة الإجماليّة على ساعة تفصيليّة، فلا بأس بترتيب ذلك الأثر.

وهذا الكلام ـ ايضاً ـ كما ترى لا ترد عليه تلك الإشكالات.

نعم يرد عليه الإشكال الذي مضى على أصل اشتراط الانتهاء إلى زمان اليقين لدى صعودنا القهقرائي إلى الوراء في عمود الزمان.

ثم أورد في نهاية الأفكار النقض على إشكال عدم وجود زمان اليقين في صعودنا القهقرائي بعد تكميله بما عرفت بأنّنا لو علمنا إجمالاً بطهارة إحدى الساعتين: الاولى أو الثانية مع العلم ببقائها على تقدير حدوثها في الساعة الثانية، واحتمال زوالها على تقدير حدوثها في الساعة الاُولى، فهنا لا نظنّ بأحد أن يشكّك في جريان الاستصحاب، مع أنّنا مهما نصعد من الساعة الثالثة إلى القهقراء لا نصل إلى زمان اليقين.

وأجاب عن ذلك بجوابين:

الجواب الأوّل، ما حذفه اُستاذنا الشهيد (رحمه الله) (وكان حذفه طبيعياً حينما جُعِل إشكال إجماليّة زمان الطهارة إشكالاً مستقلاًّ، وفُهم بالمعنى الموجود في متن كتابنا هذا، ولكنْ لهذا الجواب مجال واسع بعد الالتفات إلى معنى إجماليّة زمان الطهارة بالشكل الذي نقلناه عن نهاية الأفكار) وهذا الجواب ما يلي: