المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

532

الواقعين في سند هذا الحديث ثقات، وبعضهم(1) من الأجلّة الأكابر كأحمد بن محمّد بن عيسى الذي يعدّ شيخ أصحابنا في قم. وعبدالله بن محمّد الحجّال يعدّ ثقة ثبتاً وجهاً بلا غمز، وكذلك العلاء بن رزين إلّا أنّه تلميذ محمّد بن مسلم الذي يكون هذا الحديث مدحاً له. وعبدالله ابن أبي يعفور يعدّ من خواصّ الإمام الصادق(عليه السلام)وكبار ثقاته.

ومنها: ما رواه الكشّي عن محمّد بن قولويه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالله بن محمّد الحجّال، عن يونس بن يعقوب قال: «كنّا عند أبي عبدالله(عليه السلام) فقال: أما لكم من مفزع، أما لكم من مستراح تستريحون إليه، ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النضريّ؟»(2)، فلا تبعد دلالة هذا الحديث على حجّيّة خبر الثقة، وكأنّه يستنكر عدم الالتفات إلى مفزع وملجأ يلجأون إليه مع أنّ الثقات كالحارث بن المغيرة يكون كلامهم حجّة. والملجأ في كلّ شيء بحسبه، ففي التقليد يرجع إلى فتوى مثل الحارث، وفي أخذ الخبر يرجع إلى رواية مثله. والمقرّب الكيفيّ لهذه الرواية هو: أنّ رواتها كلّهم ثقات، وبعضهم(3) من الأجلّة.

وهاتان الروايتان هما خير ما يدعم الرواية الاُولى باعتبار سلسلة رواتها.

ومنها: ما رواه الشيخ في كتاب الغيبة عن جماعة(4)، عن جعفر بن محمّد بن


(1) وهم كلّهم ما عدا محمّد بن قولويه الواقع في سند الكشّي، وهو ثقة ولكن لم نطّلع على كونه من الأجلّة الكبار.

(2) الوسائل، ج 18، ب 11 من صفات القاضي، ح 24، ص 105. وفي الوسائل،ج 27 بحسب طبعة مؤسّسة آل البيت(عليهم السلام)، ص 145، ورد: الحارث بن المغيرة النصريّ. وهو الصحيح، ولم يرد النضريّ في كتب الرجال.

(3) وهم كلّهم ما عدا محمّد بن قولويه كما ذكرنا بالنسبة للحديث السابق.

(4) الظاهر أنّ فيهم المفيد؛ لأنّ الشيخ يروي جميع كتب وروايات جعفر بن محمّد بن قولويه وأبي غالب الزراريّ عن جماعة أحدهم المفيد(رحمه الله).