المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

508

حملت من ذهب وفضّة، وذلك أنّ الله يقول: ﴿مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾»(1).

2 ـ ما عن أنس قال: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): من حفظ من اُمّتي أربعين حديثاً في أمر دينه يريد به وجه الله عزّ وجلّ والدار الآخرة بعثه الله يوم القيامة فقيهاً عالماً»(2). وما بمضمون هذا الحديث الثاني لا يبعد كونه مستفيضاً أو أكثر من ذلك، ولهذا كان العلماء السابقون يتبرّكون بكتابة أربعين حديثاً بخطّهم لأجل أن يكونوا مشمولين لهذه الأحاديث بناءً على الفهم العرفيّ من هذه العبارة.

وعلى أيّة حال، فهذه الأخبار لا تدلّ على المقصود، فإنّ حمل الأحاديث موجب للتثقّف بالتثقيف الإسلاميّ، والتنوّر في آرائه ومخطّطاته العامّة والخاصّة، والعثور على ذوق الإسلام ومعارفه، ولا شكّ أنّ هذا مطلوب لدى الشارع، ومن أهمّ المستحبّات، بل من أهمّ الواجبات الكفائيّة التي بها تحفظ الشريعة، وأفكار الإسلام، وأحكامه، ويقدّم عند التزاحم على أكثر الواجبات الاُخرى، وهذا غير مرتبط بحجّيّة خبر الواحد.

وأمّا قوله في الحديث الأوّل: «تأخذه من صادق» فإن جمدنا على حاقّ العبارة فمعناه تأخذه من شخص صادق لا يكذب بحسب الخارج لا من شخص يحتمل كذبه. ولكن من المحتمل قويّاً أن يكون المقصود من الصادق هنا


(1) الوسائل، ج 18، الباب 8 من صفات القاضي، الحديث 68، ص 70، ونحوه الحديث 69 و70 من نفس الباب ونفس الصفحة وفيهما: «من صادق».

(2) الوسائل، ج 18، الباب 8 من صفات القاضي، الحديث 59، ص 67، وفيه «من حفظ عنّي من اُمّتي» بينما كلمة «عنّي» ساقطة في جامع أحاديث الشيعة. ونحوه الحديث 58 و60 و61 و62 و64 و71 و72، ص 65 إلى ص 68، وص 70، إلّا أنّ في بعضها: «على اُمّتي».