المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

391


الإسناد وأنّ نقل محمّد بن عيسى بن عبيد عمّن حذف اسمه لا يبرّر الأخذ بالحديث.

فخلاصة نقطة الضعف في روايات محمّد بن عيسى بن عبيد ـ على ما يظهر من المنقول عن الصدوق وعن ابن الوليد ـ هي: أنّه لا يبالي عمّن يأخذ، ولا يهتمّ بحال الواسطة لا أنّه هو غير ثقة. ومن هنا يجب أن يحمل قول ابن الوليد الذي نقله الطوسيّ(رحمه الله)في ترجمة يونس بن عبد الرحمن عن الصدوق عنه: من أنّ «كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي بالروايات كلّها صحيحة إلّا ما ينفرد به محمّد بن عيسى بن عبيد» على عدم الوثوق بمأخذ الكتب عند محمّد بن عيسى بن عبيد، لا على عدم وثاقة نفس محمّد بن عيسى.

ويؤيّد ذلك ما ذكره السيّد الخوئيّ في ترجمة محمّد بن عيسى بن عبيد: من أنّ الصدوق(رحمه الله) لم يرو في الفقيه ولا رواية واحدة عن محمّد بن عيسى عن يونس، وقد روى فيه عن محمّد بن عيسى عن غير يونس في نفس الكتاب في المشيخة(1) في نيف وثلاثين موضعاً غير ما ذكره في طريقه إليه، وهذا شاهد على أنّ الاستثناء غير مبتن على تضعيف محمّد بن عيسى بن عبيد نفسه. ونحن نقول: إنّ عدم اعتماد ابن الوليد على نقل محمّد بن عيسى لكتب يونس اجتهاد له وحجّة بشأن نفسه، أمّا نحن فنرى حجّيّة أصالة الحسّ أو ما يقرب من الحسّ في النقل.

على أنّ الرواية التي هي محلّ الكلام فعلاً لم ينقلها محمّد بن عيسى عن كتب يونس، بل صرّح بأنّه كان حاضراً مجلس يونس وسمع كلامه مباشرة، فاحتمال الاعتماد على واسطة غير ثقة لا يرد في المقام. نعم، من المحتمل أن يكون تضعيف الصدوق وابن الوليد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الظاهر (وفي المشيخة).