المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الثاني

356


الحجّيّة لنسخة بصائر الدرجات التي تتواجد في زماننا أو زمان المحدّث النوريّ(رحمه الله)؛ لوضوح عدم ثبوت النسخة بسند معتبر.

نعم، جاء ذكر هذا الحديث أيضاً في البحار ـ ج 2 من المجلّدات الحديثة، ب 29 من كتاب العلم، ح 33، ص 241 ـ نقلاً عن بصائر الدرجات. وقد روى مؤلّف بصائر الدرجات ـ وهو الصفّار(رحمه الله) ـ هذا الحديث عن محمّد بن عيسى.

إلّا أنّ الشأن في ثبوت كتاب بصائر الدرجات حتّى في ذلك الزمان، فقد روى هذا الكتاب النجاشيّ والشيخ:

أمّا النجاشيّ: فله إلى كتب الصفّار سندان مذكوران في كتاب النجاشي حيث قال: «أخبرنا بكتبه كلّها ما خلا بصائر الدرجات أبو الحسين عليّ بن أحمد بن محمّد بن طاهر الأشعريّ القمّيّ، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد عنه بها، وأخبرنا أبو عبدالله ابن شاذان، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عنه بجميع كتبه وبصائر الدرجات».

والسند الأوّل ضعيف بأبي الحسين عليّ بن أحمد بن محمّد المعروف بابن أبي جيد؛ إذ لا دليل على وثاقته إلّا على مبنى السيّد الخوئيّ القائل بوثاقة مشايخ النجاشيّ. وعلى أيّ حال، فهذا السند قد استثني منه بصائر الدرجات. والسند الثاني الذي لم يستثن منه بصائر الدرجات ضعيف بأبي عبدالله ابن شاذان، وأحمد بن محمّد بن يحيى. والأوّل منمها ثقة على رأي السيّد الخوئيّ القائل بوثاقة مشايخ النجاشيّ، ولكن الثاني لم تثبت وثاقته حتّى على رأي السيّد الخوئيّ. ثمّ لو فرضت تماميّة سند النجاشيّ إلى بصائر الدرجات، فالظاهر أنّه لا يفيدنا شيئاً في المقام؛ إذ لا أظنّ ثبوت سند لصاحب البحار إلى النجاشيّ.

وأمّا الشيخ(رحمه الله): فله ثلاثة أسانيد إلى كتب الصفّار حيث قال في فهرسته: