المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول، القسم الثاني - الجزء الأوّل

138

واُريد أن أقولها لكم يا أبناء علىّ والحسين، وأبناء أبي بكر وعمر: إنّ المعركة ليست بين الشيعة والحكم السنّيّ.

إنّ الحكم السنّيّ الذي مثّله الخلفاء الراشدون، والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي السيف للدفاع عنه؛ إذ حارب جنديّاً في حروب الردّة تحت لواء الخليفة الأوّل (أبي بكر)، وكلّنا نحارب عن راية الإسلام، وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبىّ.

إنّ الحكم السنّيّ الذي كان يحمل راية الإسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله، وخرج مئات الآلاف من الشيعة، وبذلوا دمهم رخيصاً من أجل الحفاظ على راية الإسلام، ومن أجل حماية الحكم السنّيّ الذي كان يقوم على أساس الإسلام.

إنّ الحكم الواقع اليوم ليس حكماً سنّيّاً، وإن كانت الفئة المتسلّطة تنتسب تأريخيّاً إلى التسنّن.

إنّ الحكم السنّيّ لايعني حكم شخص ولد من أبوين سنّيّين، بل يعني حكم أبي بكر وعمر الذي تحدّاه طواغيت الحكم في العراق اليوم في كلّ تصرّفاتهم، فهم ينتهكون حرمة الإسلام وحرمة علىّ وعمر معاً في كلّ يوم وفي كلِّ خطوة من خطواتهم الإجراميّة.

أ لاترون ـ يا أولادي وإخواني ـ أنّهم أسقطوا الشعائر الدينيّة التي دافع عنها علىّ وعمر معاً؟!

أ لاترون أنّهم ملأوا البلاد بالخمور، وحقول الخنازير، وكلّ وسائل المجون والفساد التي حاربها علىّ وعمر معاً؟! أ لاترون أنّهم يمارسون أشدّ ألوان الظلم والطغيان تجاه كلّ فئات الشعب؟! ويزدادون يوماً بعد يوم حقداً على الشعب، وتفنّناً في امتهان كرامته والانفصال عنه، والاعتصام ضدّه في مقاصيرهم المحاطة بقوى الأمن والمخابرات، بينما كان علىّ وعمر يعيشان مع الناس وللناس وفي وسط الناس ومع آلامهم وآمالهم.

أ لاترون إلى احتكار هؤلاء للسلطة احتكاراً عشائريّاً، يسبغون عليه طابع الحزب زوراً وبهتاناً؟! وسدّ هؤلاء أبواب التقدّم أمام كلّ جماهير الشعب سوى اُولئك الذين رضوا