المولفات

المؤلفات > مباحث الاُصول القسم الأوّل - الجزء الأوّل

237

أوجدنا الكلّيّ، لكنّنا أوجدناه بوجود تحليليّ وضمنيّ وبشرط شيء، ففي الذهن أيضاً يوجد بوجود تحليليّ وبحدّه الخاصّ، ولا يوجد الكلّيّ بحدّه وسعته، كما لم يوجد كذلك في الخارج، ومن المعلوم أنّ الصورة الذهنيّة للكلّيّ بشرط شيء وبحدّ جزئيّ خاصّ مباينة لصورة الكلّيّ لا بشرط وبحدّ السعي.

نعم، يمكن جعل صورة هذا الكلّيّ بشرط شيء، أي: صورة الفرد مقدّمة إعداديّة لانتقال الذهن إلى صورة الكلّيّ لا بشرط، لكن هذا بابه باب الحكاية لا باب الإيجاد؛ لأنّه انتقل الذهن من صورة إلى صورة.

الثاني: أنّه حينما تقصد الحكاية عن قضيّة من قبيل: «زيد إنسان» مثلاً: فتارةً يفهّم الموضوع والمحمول كلاهما بالوسيلة الحكائيّة، وتكون هيئة الجملة المؤتلفة من لفظ الموضوع ولفظ المحمول وسيلة حكائيّة عن النسبة، فتتمّ الحكاية عن تلك القضيّة بتمام أركانها بلا إشكال، فيقال مثلاً: «زيد إنسان»، واُخرى: يوجد الموضوع بالوسيلة الإيجاديّة، والمحمول بالوسيلة الحكائيّة، وتكون هيئة الموضوع والمحمول وسيلة حكائيّة عن النسبة، من قبيل أن يؤخذ بيد زيد، ويُحضر أمام المخاطب ليراه، ويقال: «إنسانٌ»، ومن قبيل أن يوجد في الخارج ضرب شديد، ويقال: «ضرب شديد»، فالهيئة لمجموع الموضوع الإيجاديّ والمحمول الحكائيّة طبعاً ليست هي ذات النسبة، فإيجادها للنسبة في ذهن السامع إنّما هو على أساس الوسيلة الحكائيّة.

وصحّة قضيّة من هذا القبيل تحتاج إلى عناية زائدة لم نكن بحاجة إليها في القضيّة الحكائيّة الكاملة؛ وذلك لا لنقص في الوسيلة الإيجاديّة للموضوع، ولا لنقص في الوسيلة الإيجاديّة للمحمول، بل الإيجاديّة والحكائيّة كلتاهما صحيحتان، بل لأجل الحاجة إلى الشدّ بينهما، أي: النسبة بين الموضوع