المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

96

 

 

 

﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(1).

 



(1) الآية: 52 ـ 53.

﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ...﴾أي: إنّ اعترافي على نفسي بذلك ليعلم يوسف أنّي لم أخنه بالغيب؛ لأنّ العزيز سألها ولم يكن يوسف حاضراً. والخيانة: مخالفة الحقّ بنقض العهد في السرّ. والكيد: الاحتيال في إيصال الضرر إلى صاحبه، واللام في قوله ﴿لِيَعْلَمَ﴾ لام (كي)، ومعناها تعليق ما دخلت عليه بالفعل الذي قبله، بمعنى: أنّه وقع من أجله، وقوله: ﴿وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾أي: لا يدعوهم إليها، ولا يرغّبهم فيها، وإنّما يفعلونها بسوء اختيارهم، فبناءً على أنّ الجملة هذه من كلام امرأة العزيز ـ كما يقتضيه ظاهر العبارة ـ فإنّها من أجل اعترافها الصريح بنزاهة يوسف، وما أخطأته في حقّه تقيم دليلين:

الأوّل: أنّ وجدانها ـ ويحتمل بقايا علاقتها بيوسف ـ لا يسمح لها أن