المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

95

هو بذلك؛ لأنّ هذا كان يعني: أنّ يوسف غلام مجرم قد أدخله الجرم السجن، ثُمّ عفا عنه الملك وأفرج عنه، فأراد يوسف(عليه السلام) أن يأخذ منهم الاعتراف ببراءته، فامتنع من ترك السجن إلى أن يحقّقوا مع النسوة اللاتي قطّعن أيدهنّ: ما بالهنّ في كيدهنّ؟

ويبدو أنّ من أدبه ـ سلام الله عليه ـ أنّه لم يعرّض بزليخا امرأة العزيز، وإنّما عرّض بتلك النسوة برغم أنّ الأساس والأصل في سجنه طوال سنين كانت هي زليخا؛ وذلك لأنّها كانت ربّة البيت، واعتنت به على أحسن ما يكون في بيتها عدداً من السنين، وأكرمت مثواه، فكأنّها استحقّت عنده عدم التعريض المباشر بها برغم كلّ الجفاء والإيذاء بعد ذلك.

وحينما استنطقهنّ الملك اعترفن بطهارة يوسف ونزاهته، وحينما رأت امرأة العزيز ذلك قالت: ﴿الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾.

* * *