المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

94

يوسف(عليه السلام) ينتزع الاعتراف ببراءته:

قوله تعالى: ﴿قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ...﴾من حكمته(عليه السلام) أنّه حينما جاء الرسول قاصداً إخراجه من السجن لم يقبل


يذكرهنّ أيضاً بسوء إلاّ بأمر يظهر بالتحقيق فيه براءته و نزاهته من أيّ مراودة وفحشاء تنسب إليه، ولم يذكرهنّ بشيء من المكروه إلاّ ما في قوله: ﴿إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ وليس إلاّ نوعاً من بثّ الشكوى إلى ربّه.

﴿قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ... الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾الخطب: الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب. وحصحص الحقّ، أي: وضح، وذلك بانكشاف ما يظهره. وقوله: ﴿قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ﴾ جواب عن سؤال مقدّر على ما في الكلام من حذف وإضمار إيجازاً، والتقدير: كأنّ سائلا يسأل، فيقول: فما الذي كان بعد ذلك؟ وما فعل الملك؟ فقيل: رجع الرسول إلى الملك، وبلّغه ما قاله يوسف، وسأله من القضاء، فأحضر النسوة، وسألهنّ عمّا يهمّ من شأنهنّ في مراودتهنّ ليوسف: ما خطبكنّ إذ راودتنّ يوسف عن نفسه؟ قلن: حاش لله ما علمنا عليه من سوء. فنزّهنه عن كلّ سوء، وشهدن أنّهنّ لم يظهر لهنّ منه ما يسوء فيما راودنه عن نفسه. فعند ذلك تكلّمت امرأة العزيز وهي الأصل في هذه الفتنة، واعترفت بذنبها، وصدّقت يوسف(عليه السلام) فيما كان يدّعيه من البراءة، قالت: الآن حصحص ووضح الحقّ، وهو: أنّه أنا راودته عن نفسه، وأنّه لمن الصادقين.