المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

88


ومعنى الآية: قالوا ـ أي: قال الملأ للملك ـ: ما رأيته أضغاث أحلام، وأخلاط من منامات مختلفة، وما نحن بتأويل هذا النوع من المنامات بعالمين، أو وما نحن بتأويل جميع المنامات بعالمين، وإنّما نعلم تأويل الرؤى الصالحة.

﴿وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّة﴾الاُمّة: الجماعة التي تقصد لشأن، ويغلب استعمالها في الإنسان، والمراد بها هاهنا عِدّة سنين، وهي المدّة التي نسي فيها هذا القائل ـ وهو ساقي الملك ـ أن يذكر يوسف عند ربّه، وقدسأله يوسف ذلك، فأنساه الشيطان ذكر ربّه، فلبث يوسف في السجن بضع سنين. والمعنى: وقال الذي نجا من السجن من صاحبي يوسف، وادّكربعد عِدّة سنين ما سأله يوسف في السجن حين أوّل رؤياه: أنا اُنبّئكمبتأويل ما رآه الملك في منامه، فأرسلوني إلى يوسف في السجن حتّى اُخبركم بتأويل ذلك.

﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا...﴾في الكلام حذف وتقدير إيجازاً، والتقدير: فأرسلوه، فجاء إلى يوسف في السجن، فقال: يا يوسف أيّها الصدّيق، أفتنا في رؤيا الملك. وذكر الرؤيا، وذكر أنّ الناس في انتظار تأويله. وهذا الاُسلوب من لطائف أساليب القرآن الكريم. وسمّى يوسف صدّيقاً وهو كثير الصدق المبالغ فيه؛ لما كان رأى من صدقه فيما عبّر به منامه ومنام