المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

87


والعجاف: جمع عجفاء، بمعنى المهزولة. والإفتاء: إفعال من الفتوى والفتيا، وهي الجواب عن حكم المعنى. تعبرون: من العبر، وهو بيان تأويل الرؤيا، وهو مأخوذ من عبور النهر ونحوه، كأنّ العابر يعبر من الرؤيا إلى ما ورائها من التأويل، وهو حقيقة الأمر التي تمثّلت لصاحب الرؤيا في صورة خاصّة مألوفة له. ومعنى الآية: وقال ملك مصر لملئه: إنّي أرى في منامي سبع بقرات سمان يأكلهنّ سبع بقرات مهازيل، وأرى سبع سنبلات خضر وسنبلات اُخر يابسات، يا أيّها الملأ، بيّنوا لي ما عندكم من حكم رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون.

﴿قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَم...﴾الأحلام: جمع حُلُم بضمّتين، وقد يسكّن وسطه، هو ما يراه النائم في منامه. والضغث قبضة ريحان أو حشيش أو قضبان، وجمعه أضغاث، وبه شبّه الأحلام المختلفة التي لا تتبيّن حقائقها. وتسمية الرؤيا الواحدة بأضغاث أحلام كأنّه بعناية دعوى كونها صوراً متفرّقة مختلطة مجتمعة من رؤىً مختلفة، لكلّ واحدة منها تأويل على حدة، فإذا اجتمعت واختلطت عسر على المعبّر الوقوف على تأويلها، والإنسان كثيراً ما ينتقل في نومة واحدة من رؤيا إلى اُخرى، ومنهما إلى ثالثة وهكذا، فإذا اختلطت أبعاضها كانت أضغاث أحلام، وامتنع الوقوف على حقيقتها.