المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

78

قرار سجن يوسف(عليه السلام) بعد رؤية الآيات:

قوله تعالى: ﴿منْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَات﴾ المتيقّن ممّا نعرفه من الآيات قدّ القميص من دُبر، والمحتمل هو افتراض أنّ الشاهد كان


المحسنين، ولا يخفى عليهم أمثال هذه الاُمور الخفيّة لزكاء نفوسهم وصفاء قلوبهم.

﴿قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ... * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ...﴾لمّا أقبل صاحبا السجن على يوسف(عليه السلام) في سؤاله عن تأويل رؤيا رأياها عن حسن ظنّ به من جهة ما كانا يشاهدان منه من سيماء المحسنين، اغتنم(عليه السلام)الفرصة في بثّ ما عنده من أسرار التوحيد، والدعوة إلى ربّه سبحانه الذي علّمه ذلك، فأخبرهما أنّه عليم بذلك بتعليم من ربّه، خبير بتأويل الأحاديث، وتوسّل بذلك إلى الكشف عن سرّ التوحيد، ونفي الشركاء، ثُمّ أوّل رؤياهما، فقال أوّلا: لا يأتيكما طعام ترزقانه وأنتما في السجن إلاّ نبّأتكما بتأويله، أي: بتأويل ما حصلت رؤيته في المنام وحقيقته، وما يؤول إليه أمره. ثُمّ بيّن(عليه السلام)أنّ العلم والتنبّؤ بتأويل الأحاديث ليس من العلم الاعتياديّ الاكتسابيّ في شيء، بل هو ممّا علّمه إيّاه ربّه، ثُمّ علّل ذلك بتركه ملّة المشركين، واتّباعه ملّة آبائه إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أي: رفضه دين الشرك، وأخذه بدين التوحيد.