المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

77


كشهادة الصبّي، وقدّ القميص من خلفه، واستباقهما الباب معاً. وقوله: ﴿لَيَسْجُنُنَّهُ﴾ اللام فيه للقسم، أي: أقسموا وعزموا ليسجننّه البتّة، وهو تفسير للرأي الذي بدا لهم، والمعنى: ليسجننّه حتّى ينقطع حديث المراودة الشائع في المدينة، وينساه الناس.

﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ...﴾الفتى: العبد، وسياق الآيات يدلّ على أنّهما كانا عبدين من عبيد الملك، وقد وردت به الروايات. وقوله: ﴿أَرَانِي﴾ لحكاية الحال الماضية، وقوله: ﴿أَعْصِرُ خَمْراً﴾ أي: أعصر عنباً كما يعصر ليتّخذ خمراً، فقد سمّى العنب خمراً باعتبار ما يؤول إليه. والمعنى: أصبح أحدهما وقال ليوسف(عليه السلام): إنّي رأيت فيما يرى النائم أنّي أعصر عنباً للخمر. وقوله: ﴿وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ﴾أي: تنهشه، وهي رؤيا اُخرى ذكرها صاحبه. وقوله: ﴿نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ﴾أي: قالا: نبّئنا بتأويله، فاكتفى عن ذكر الفعل بقوله: قال وقال، وهذا من لطائف تفنّن القرآن. وقوله: ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الُْمحْسِنِينَ﴾تعليل لسؤالهما التأويل، و﴿نَرَاكَ﴾أي: نعتقدك من المحسنين؛ لما نشاهد فيك من سيماهم.

والمعنى: قال أحدهما ليوسف: إنّي رأيت فيما يرى النائم كذا، وقال الآخر: إنّي رأيت كذا، وقالا له: أخبرنا بتأويل ما رآه كلّ منّا؛ لأ نّا نعتقد أنّك من