المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

69

فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾(1).

 



(1) الآية: 31 ـ 34.

﴿فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ...﴾المكر: هو الفتل بالحيلةعلى ما يراد من الطلبة، وتسمية هذا القول منهنّ مكراً بامرأة العزيز؛لما فيه من فضاحتها وهتك سترها من ناحية رقيباتها حسداً وبغياً،وإنّما أرسلت إليهنّ لتريهنّ يوسف، وتبتليهنّ بما ابتليت به نفسها،فيكففن عن لومها، ويعذرنها في حبّه. وقيل: إنّما كان قولهنّ مكراًلأنّهنّ جعلنه ذريعة إلى لقاء يوسف؛ لما سمعن من حسنه البديع، فإنّماقلن هذا القول لتسمعه امرأة العزيز، فترسل إليهنّ ليحضرن عندها،فتريهنّ إيّاه؛ ليعذرنها فيما عذلنها له، فيتّخذن ذلك سبيلاً إلى أن يراودنهعن نفسه. والاعتاد: الإعداد والتهيئة. والمتّكأ بضمّ الميم وتشديد التاء:اسم مفعول من الاتّكاء، والمراد به ما يُتّكأ عليه من نمرق أو كرسيّ، وفسّر المتّكأ بالاترج، وهو نوع من الفاكهة، كما قرئ في الشواذّ (مُتْكأ) بالضمّ فالسكون، وهو الاترج، وقرئ (مُتّكاً) بضمّ الميم وتشديد التاء من غير همز. و ﴿وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَة مِّنْهُنَّ سِكِّينَاً﴾أي: لقطع ما يرون أكله من الفاكهة. ﴿وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ﴾أي: أمرت يوسف أن يخرج عليهنّ وهنّ خاليات الأذهان، فارغات القلوب، مشتغلات بأخذ الفاكهة وقطعها. ﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ﴾الإكبار: الإعظام، وهو كناية عن اندهاشهنّ وغيبتهنّ عن