﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَل مُّبِين﴾(1).
معنى ﴿شَغَفَهَا حُبّاً﴾:
﴿شَغَفَهَا حُبّاً﴾ يعني: أنّ حبّه مزّق حجاب قلبها أو قشرته، ونفذ إلى أعماق فؤادها. فهي في ضلال مبين.
روي في البحار(2) عن ابن عبّاس قال: «مكث يوسف(عليه السلام) في منزل الملك وزليخا ثلاثَ سنين، ثُمّ أحبّته فراودته، فبلغنا ـ والله العالم ـ أنّها
(1) الآية: 30.
﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ...﴾وفي قوله: ﴿تُرَاوِدُ﴾دلالة على الاستمرار. شغفها حبّاً: أي: أصاب شغاف قلبها، أي: باطنه، وشغاف القلب لغةً: غلافه المحيط به. والمعنى: وقال عدّة من نساء المدينة لا يخلو قولهنّ من أثر فيها وفي حقّها: امرأة العزيز تستمرّ في مراودة عبدها عن نفسه، ولا يحري بها ذلك؛ لأنّها امرأة.
(2) ج 12، ص 270، ح 45.