المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

63

والثاني: أنّه كان طفلاً رضيعاً من أهلها، وكان مصادفة على مقربة من عزيز مصر، فطلب يوسف من العزيز أن يحكّم الطفل في الأمر، فتعجّب العزيز من هذا الطلب، وإذا بالطفل في المهد يتكلّم كما تكلّم المسيح(عليه السلام) في المهد صبيّاً، وجعل المقياس في الأمر جهة قدّ القميص، فعلم العزيز أنّ يوسف ليس عبداً، بل هو نبيّ أو شبه نبيّ.

وقد روى المرحوم الشيخ عليّ أكبر النهاونديّ(رحمه الله)(1) قِصّة مفادها: أنّ يوسف(عليه السلام) كان جالساً في زمان ملوكيّته في القصر، فرأى شابّاً يمرّ في الطريق من تحت مبنى القصر وثيابه وسخة ورثّة، وكان جبرئيل بحضرة يوسف، فقال ليوسف: هل تعرف هذا الشابّ؟ قال: لا، قال: هذا هو الطفل الذي شهد في مهده بطهارتك لدى عزيز مصر، فقال يوسف(عليه السلام): إنّ له حقّاً عليّ فأحضره، وأمر بتنظيفه وإلباسه ثياباً فاخرة، وقرّر له راتباً مستمرّاً من المال، وأكرمه وأنعمه كثيراً، فتبسّم جبرئيل من هذا الصنع، فقال يوسف: يا أخا جبرئيل، هل قصّرتُ في الإحسان بهذا الشابّ فتبسّمتَ؟ قال جبرئيل: لم أتبسّم لقلّة الإحسان، ولكن أخذتني البسمة على أساس أنّك مخلوق تحسن إلى هذا الشابّ بهذا المستوى من الإحسان نتيجة شهادة حقّ أدلى بها



(1) خزينة الجواهر، العنوان الأوّل من الباب الرابع، الحكاية: 11.