المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

57

فكيف يعقل أن أخونه في زوجته؟!(1).

ويحتمل أن يكون المقصود بالربّ هو الله سبحانه وتعالى،فهو يقول: إنّ الربّ قد أحسن مثواي، فكيف يعقل أن أعصيهبالزنا؟!

ورد في تفسير الأمثل: أنّ بعض الروايات التي تقول: إنّ يوسف استعدّ للزنا بامرأة العزيز، ونزع ثيابه ـ وتعبيرات اُخرى نستحي من ذكرها ـ هي رواية مجعولة وكاذبة، فهذه الأعمال من شأن الأشخاص القذرين المنحرفين الذين لا يبالون بفساد دينهم، فكيف يحتمل ذلك بشأن يوسف على ما هو عليه من قداسة الروح وطهارة الوجدان وتقوى القلب؟!(2).

أقول: ويشهد لصحّة كلام الشيخ ناصر مكارم ـ حفظه الله ـ أنّ



(1) ولعلّ السبب في التكلّم بهذا المنطق هو العمل بقاعدة «كلّم الناس على قدر عقولهم» فلمّا كانت امرأة العزيز لا تؤمن بوجود الله سبحانه، كان المناسب أن يتكلّم معها بالمنطق الذي تذعن به، وهو: أنّ زوجها قد ربّاه واهتمّ به في صغره إلى أن بلغ الحلم، وأحسن مثواه، فيقول(عليه السلام): كيف يصحّ مع هذه الحال أن أخونه في زوجته؟! (من المؤلّف دام ظلّه).

(2) تفسير الأمثل، ج 7، ص 179 ـ 180.