المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

55


من المفسّرين أن يكون الضمير في قوله: ﴿إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ﴾للشأن،أو راجعاً إلى العزيز، أي: إنّ العزيز هو الذي ربّاني جسديّاً فكيف أخونهفي إمرأته.

﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا...﴾الآية تشير إلى وجه نجاة يوسف من هذه الغائلة، والسياق يعطي أنّ المراد بصرف السوء والفحشاء عنه انجاؤه ممّا اُريد منه بالمراودة والخلوة، وأنّ المشار إليه بقوله: ﴿كَذَلِكَ﴾هو ما يشتمل عليه قوله: ﴿أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾، فيؤول معنى قوله: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ...﴾إلى أنّه(عليه السلام) لمّا كان من عبادنا المخلَصين، صرفنا عنه السوء والفحشاء بما رأى من برهان ربّه، فرؤية برهان ربّه هي السبب الذي صرف الله سبحانه به السوء والفحشاء عن يوسف(عليه السلام). والذي رآه يوسف(عليه السلام) من برهان ربّه وإن لم يوضّحه كلامه تعالى كلّ الإيضاح، لكنّه ـ على أيّ حال ـ كان سبباً من أسباب اليقين التي لا تجتمع مع الجهل والضلال بتاتاً، ويدلّ على أنّه كانمن قبيل العلم قول يوسف(عليه السلام)فيما يناجي ربّه كما سيأتي: ﴿وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ﴾الآية: (33) من السورة، ويدلّ على أنّه ليس من العلم المتعارف بحسن الأفعال وقبحها، ومصلحتها ومفسدتها أنّ هذا النوع من العلم قد يجتمع مع الضلال والمعصية، قال تعالى: