المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

45

علم يعقوب(عليه السلام) بكذب إخوة يوسف:

يبدو أنّ يعقوب(عليه السلام) عرف كذبهم في دعوى أكل الذئب ليوسف بدليلين:

أحدهما: أنّه كان يعلم أنّ رؤيا يوسف ستكون حقّاً، وأنّ الله سيجتبيه، ويعلّمه من تأويل الأحاديث، ويتمّ نعمته عليه وعلى آل يعقوب كما مضى في أوّل السورة، فلن يموت يوسف قبل تحقّق تعبير الرؤيا.

 


سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرَاً﴾والتسويل: الوسوسة، أي: ليس الأمر على ما تخبرون، بل وسوست لكم أنفسكم فيه أمراً، وأبهم الأمر ولم يعيّنه، ثُمّ أخبر أنّه صابر في ذلك من غير أن يؤاخذهم، وينتقم منهم لنفسه انتقاماً، وإنّما يكظم ما هجم نفسه كظماً. وقوله: ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾أي: سأصبر على ما أصابني؛ فإنّ الصبر جميل. وتنكير الصبر وحذف صفته وإبهامها للإشارة إلى فخامة أمره وعظم شأنه، أو مرارة طعمه وصعوبة تحمّله. ﴿وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾بيان لتوكّله على ربّه، يقول: إنّي أعلم أنّ لكم في الأمر مكراً، وأنّ يوسف لم يأكله ذئب، لكنّي لا أركن في كشف كذبكم والحصول على يوسف إلى الأسباب الظاهرة التي لا تغني طائلا بغير إذن من الله، بل أضبط استقامة نفسي بالصبر، واُوكل ربّي أن يظهر على ما تصفون: من أنّ يوسف قد قضى نحبه، وصار أكلة لذئب.