المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

43

يوسف يمدّون إليه يد الحاجة، فعرفهم وهم له منكرون، وإلى أن قاللهم يوسف: ﴿هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ﴾(1).

 

لا ينبغي الاعتماد إلاّ على الله:

من المسائل المهمّة التي يجب الالتفات إليها هي الاعتماد على الله تعالى فحسب، فقد روى سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم ـ حفظه الله ـ رواية مفادها: «أنّ يوسف كان يبكي تحت وابل الضربات القاسية، لكن حين أرادوا أن يلقوه في الجبّ شرع بالضحك فجأة، فتعجّب إخوته كثيراً، وحسبوا أنّ أخاهم يظنّ أنّ الأمر لا يعدو كونه مزاحاً، لكنّه فسّر سبب ضحكه قائلاً: لا أنسى أنّني نظرت ـ أيّها الإخوة ـ إلى سواعدكم القويّة وقواكم الجسديّة الخارقة، فسررت، وقلت في نفسي: ما عسى أن يخاف من الملمّات من عنده مثل هؤلاء الإخوة، فاعتمدت عليكم، والآن وقد أصبحت أسيراً بين أيديكم، وأستجير بكم من واحد لآخر فلا اُجار، وقد سلّطكم الله عليّ لأتعلّم أن لا أعتمد وأتوكّل على أحد سواه»(2).



(1) الآية 89 من نفس السورة.

(2) تفسير الأمثل، ج 7، ص 155.