المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

28


الجماعة التي يتعصّب بعضها لبعض، ويقع على جماعة من عشرة إلى خمسة عشر، وقيل: ما بين العشرة إلى الأربعين. والقائلون هم أبناء يعقوب ما خلا يوسف وأخاه الذي ذكروه معه، وكانت عدّتهم عشرة، وهم رجال أقوياء بيدهم تدبير بيت أبيهم يعقوب، وإدارة مواشيه وأمواله. وقولهم: ﴿لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ﴾بنسبته إلى يوسف مع أنّهم جميعاً أبناء ليعقوب وإخوة فيما بينهم يشعر بأنّ يوسف وأخاه هذا كانا أخوين لاُمّ واحدة، وأخوين لهؤلاء القائلين لأب فقط. والروايات تذكر أنّ اسم أخي يوسف هذا (بنيامين)، والسياق يشهد أنّهما كانا صغيرين لا يقومان بشيء من أمر بيت يعقوب، وتدبير مواشيه وأمواله. وقولهم: ﴿إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَل مُّبِين﴾ قضاء منهم على أبيهم بالضلال، ويعنون بالضلال: الاعوجاج في السليقة وفساد السيرة، دون الضلال في الدين، وذلك:

أوّلا: لأنّ ذلك هو مقتضى ما تذاكروا فيما بينهم أنّهم جماعة إخوان أقوياء يقومون بتدبير شؤون أبيهم الحيوية، ودفع كلّ مكروه يواجهه، ويوسف وأخوه طفلان صغيران لا يقويان من اُمور الحياة على شيء، فتوغّلُ أبيهم في حبّهما دونهم طريقةٌ معوجّة غير مرضيّة.

وثانياً: لأنّهم كانوا مؤمنين بالله، مذعنين بنبوّة أبيهم يعقوب كما يظهر من