المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

15

يقول أحمد بن حنبل: «والقرآن كلام الله تكلّم به، ليس بمخلوق. ومن زعم أنّ القرآن مخلوق، فهو جهميّ كافر، ومن زعم أنّ القرآن كلام الله ووقف، ولم يقل: ليس بمخلوق، فهو أخبث من قول الأوّل. ومن زعم أنّ ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة، والقرآن كلام الله، فهو جهميّ، ومن لم يكفّر هؤلاء القوم، فهو مثلهم»(1).

وأمّا مبدأُ هذا الخلاف بين المسلمين الذي أدّى تدريجاً إلى ظهور المذاهب على الساحة الفكريّة والفقهيّة، وزمنُ انقداح شرارته الاُولى، فيعود إلى الصدر الأوّل والسنين المتقدّمة من تأريخ الرسالة النبويّة الشريفة، وإليك نموذجاً واحداً يدلّل على عمق ذلك الخلاف التأريخيّ الذي شقّ الاُمّة الإسلاميّة شقّين:

روي في صحيح البخاري المعترف بصحّته لديهم جميعاً نسبة الهجر إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) في ساعة مرضه، وحاشاه من ذلك، كما اُورد ذلك في صحيح مسلم أيضاً المعترف بصحّته لديهم جميعاً. ففي صحيح البخاري الحديث رقم (114) بحسب تسلسل كلّ أحاديث الكتابـ وهو الحديث الرابع من باب كتابة العلم ـ ما يلي:

«حدّثنا يحيى بن سليمان قال: حدّثني ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله، عن ابن عبّاس قال:



(1) كتاب السنّة لأحمد بن حنبل، ص 49.