المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

144

كان من أمر إخوة يوسف ما كان، كتب يعقوب(عليه السلام) إلى يوسف(عليه السلام) وهو لا يعلم أنّه يوسف:

«بسم الله الرحمن الرحيم

من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اللهعز وجل إلى عزيز آل فرعون.

سلام عليك، فإنّي أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو. أمّا بعد، فإنّا أهل بيت مولعة بنا أسباب البلاء، كان جدّي إبراهيم اُلقي في النار في طاعة ربّه، فجعلها اللهعز وجل عليه برداً وسلاماً، وأمر الله جدّي أن يذبح أبي، ففداه بما فداه به، وكان لي ابن، وكان من أعزّ الناس عليّ ففقدته، فأذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من اُمّه، فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري، فاُذهب عنّي بعض وجدي، وهو المحبوس عندك في السرقة، وإنّي اُشهدك أنّي لم أسرق، ولمألد سارقاً».

فلمّا قرأ يوسف كتابه بكى، وكتب إليه:

«بسم الله الرحمن الرحيم

اصبر كما صبروا، تظفر كما ظفروا».

فلمّا انتهى الكتاب إلى يعقوب قال: والله ما هذا بكلام الملوك والفراعنة، بل هو كلام الأ نبياء وأولاد الأ نبياء، فحينئذ قال: ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُف﴾.