المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

139

 

 

 

﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم﴾(1).



(1) الآية: 83.

﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً...﴾ في المقام حذف كثير يدلّعليه قوله: ﴿ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا...﴾ والتقدير: ولمّا رجعوا إلىأبيهم، وقالوا ما وصّاهم به كبيرهم، قال أبوهم: بل سوّلت لكم أنفسكمأمراً... إلى آخره. ولم يقل(عليه السلام) هذا القول تكذيباً لهم فيما أخبروه به،وحاشاه أن يكذّب خبراً يحتفّ بقرائن الصدق، بل ليس إلاّ أنّه وجدبفراسة إلهيّة أنّ هذه الواقعة ترتبط وتتفرّع على تسويل نفسانيّ منهمإجمالاً، وكذلك كان الأمر؛ فإنّ الواقعة من أذناب واقعة يوسف،وكانت واقعته من تسويل نفسانيّ منهم. ومن هنا يظهر أنّه(عليه السلام) لم ينسبإلى تسويل أنفسهم عدم رجوع أخي يوسف فحسب، بل عدم رجوعه وعدم رجوع كبيرهم الذي توقّف بمصر ولم يرجع إليه، ويشهد لذلكقوله: ﴿عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً﴾ فجمع في ذلك بين يوسف وأخيه وكبير الإخوة.