المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

131

كنز الدقائق(1) عن تفسير عليّ بن إبراهيم: خرجوا وخرج معهم بنيامين، وكان لا يؤاكلهم ولا يجالسهم ولا يكلّمهم، فلمّا وافوا مصر دخلوا على يوسف وسلّموا، فنظر يوسف إلى أخيه فعرفه، فجلس منهم بالبعيد، فقال يوسف: أنت أخوهم؟ قال: نعم، قال: فلِملا تجلس معهم؟ قال: لأنّهم أخرجوا أخي من اُمّي وأبي، ثُمّ رجعوا ولم يردّوه، وزعموا أنّ الذئب أكله، فآليت على نفسي أن لا اجتمع معهم على أمر مادمت حيّاً. قال: فهل تزوّجت؟ قال: بلى، قال: كمولد لك؟ قال: ثلاثة بنين، قال: فما سمّيتهم؟ قال: سميّت واحداًمنهم الذئب، وواحداً القميص، وواحداً الدم، قال: وكيف اخترتهذه الأسماء؟ قال: لئلاّ أنسى أخي، كلّما دعوت واحداً من ولدي،ذكرت أخي.

قال لهم يوسف اُخرجوا. وحبس بنيامين، فلمّا خرجوا منعنده، قال يوسف لأخيه: أنا أخوك يوسف ﴿فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوايَعْمَلُونَ﴾.

ثُمّ قال له: أنا اُحبّ أن تكون عندي، فقال: لا يدعني إخوتي؛ فإنّ أبي قد أخذ عليهم عهداً لله وميثاقه أن يردّوني إليه، قال: أنا أحتال



(1) ج 6، ص 341.