المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

129


نظائر، والزعيم أيضاً القائم بأمر القوم، وهو الرئيس. ولعلّ القائل: نفقد صواع الملك هو فتيان يوسف، والقائل: ﴿وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِير وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ﴾ يوسف(عليه السلام)نفسه؛ لأنّه هو الرئيس الذي يقوم بأمر الإعطاء.

﴿قَالُوا تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ...﴾المراد بالأرض أرض مصر، وهي التي جاؤوها. وفي قولهم: ﴿لَقَدْ عَلِمْتُم ما جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ﴾دلالة على أنّهم فتّشوا وحقّق في أمرهم أوّل ما دخلوا مصر للميرة بأمر يوسف(عليه السلام)بدعوى الخوف من أن يكونوا جواسيس وعيوناً.

﴿قَالُوا فَمَا جَزَآؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ﴾أي: قال فتيان يوسف أو هو وفتيانه سائلينهم عن الجزاء: ما جزاء السرقة؟ أو ما جزاء الذي سرق منكم إن كنتم كاذبين في إنكاركم؟

﴿قَالُوا جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ...﴾مرادهم: أنّ جزاء السرقة نفس السارق، أو جزاء السارق نفسه، بمعنى: أنّ من سرق مالاً يصير عبداً لمن سُرِقَ مالُه.

﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ...﴾أي: أخذ بالتفتيش والفحص بالبناء على ما ذكروه من الجزاء، فبدأ بأوعيتهم وظروفهم قبل وعاء أخيه؛ للتعمية عليهم حذراً من أن يتنبّهوا ويتفطّنوا أنّه هو الذي وضعها في رحل أخيه، ثُمّ استخرجها من وعاء أخيه، وعند ذلك استقرّ الجزاء عليه؛ لكونها في رحله.