المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

128


للإخوة. ومعنى الآية: ولمّا دخلوا على يوسف بعد دخولهم مصر، آوى وقرّب إليه أخاه الذي أمرهم أن يأتوا به إليه، وكان أخاً له من أبيه واُمّه، قال له: ﴿إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ﴾ أي: يوسف الذي فقدته منذ سنين، فلا تبتئس، ولا تغتمّ بما كانوا يعملون من أنواع الأذى والمظالم التي حملهم عليها حسدهم لي ولك، ونحن أخوان من اُمّ.

﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ... أَيَّتُهَا الْعِيرُ﴾السقاية: الظرف الذي يشرب فيه. والرحل: ما يوضع على البعير للركوب. والعير: القوم الذين معهم أحمال الميرة.

﴿قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ﴾الفقد: غيبة الشيء عن الحسّ بحيث لا يعرف مكانه، والضمير في قوله: ﴿قَالُوا﴾للإخوة. والمعنى: قال إخوة يوسف المقبلين على يوسف وفتيانه: ماذا تفقدون؟ وفي السياق دلالة على أنّ المنادي إنّما ناداهم من ورائهم وقد أخذوا في السير.

﴿قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ...﴾الصواع بالضمّ: السقاية، وقيل: إنّ الصواع هو الصاع الذي يكال به، وكان صواع الملك إناء يشرب فيه ويكال به؛ ولذلك سمّي تارةً سقاية، واُخرى صواعاً. وقوله: ﴿حِمْلُ بَعِير﴾ الحمل: ما يحمله الحامل من الأثقال. وقوله: ﴿وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ﴾ الزعيم والكفيل والضمين