المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

126

أنّ دخولهم من أبواب متفرّقة لا يغني عن القضاء الحتميّ ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾لكنّه قد يُغني عن غير الحتميّات.

وأكبر الظنّ أنّ نظره(عليه السلام) في هذا الأمر كان إلى أحد شيئين:

إمّا إلى أثر عين السوء الذي اُكّد في روايات كثيرة، فهم كلّهم أولاد يعقوب رشيدون، وذوو حسن وبهاء وإن لم يكونوا بمستوى يوسف، وهم إخوة متكاتفون متعاضدون، فدخولهم من باب واحد قد يجلب عليهم أثر العين.

وإمّا إلى حسد الحسّاد الذين إذا رأوهم بهذه الهيئة، اشتعلت نائرة حسدهم، فسعوا ضدّهم لدى عزيز مصر.

ولم يكن مقصوده(عليه السلام) أنّ هذا يؤمّنهم من قضاء الله وقدره، وإنّما كان يقصد هذا المقدار من الاحتياط الذي كان أمراً صحيحاً، ولهذا قال الله سبحانه و تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذُو عِلْم لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾.

* * *