المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

121


خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾تفريع على سابق كلامه: ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ...﴾ويفيد الاستنتاج، أي: إذا كان الاطمئنان إليكم في أمره لا أثر له، ولا يغني شيئاً، فخير الاطمئنان والاتّكال ما كان اطمئناناً إلى الله سبحانه من حيث حفظه.

﴿يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هذِهِ بِضَاعَتُنَا...﴾البغي: هو الطلب، ويستعمل كثيراًفي الشرّ، ومنه البغي بمعنى الظلم، والبغي بمعنى الزنا. والميرة: الأطعمة التي تحمل من بلد إلى بلد. وقوله: ﴿يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي﴾استفهام، أي: لمّا فتحوا متاعهم ووجدوا بضاعتهم ردّت إليهم، قالوا: يا أبانا، ما الذي نطلب من سفرنا إلى مصر وراء هذا؟ فقد اُوفي لنا الكيل، وردّ إلينا ما بذلناه من البضاعه ثمناً.

أرادوا بذلك تطييب نفس أبيهم؛ ليرضى بذهاب أخيهم معهم؛ لأنّه في أمن من العزيز، وهم يحفظونه كما وعدوه؛ ولذلك عقّبوه بقولهم: ﴿وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِير ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ﴾أي: سهل.

﴿قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً...﴾الموثق بكسر الثاء: ما يوثق به ويعتمد عليه، والموثق من الله هو أمر يوثق به، ويرتبط مع ذلك بالله، كالعهد واليمين. والإحاطة: مِن حاط بمعنى حفظ، والله سبحانه محيط بكلّ